مبادرات شبابية في دارفور تنقذ الأرواح وسط أكبر أزمة نزوح في العالم
مبادرات شبابية في دارفور تنقذ الأرواح وسط أكبر أزمة نزوح في العالم
في ظل نزوح ملايين الأشخاص وانهيار الخدمات الأساسية في السودان جراء الحرب، برزت مبادرات شبابية محلية كخط دفاع أخير لمساعدة آلاف الأسر السودانية، هذه المبادرات لا تكتفي بتقديم الغذاء والدواء، بل تنظم ملاجئ ومطابخ مجتمعية وتدير غرف طوارئ لإنقاذ الجرحى ومحاربة تفشي الأمراض.
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بدور المبادرات السودانية، وفق بيان نشره موقع أخبار الأمم المتحدة السبت، واصفًا إياها بأنها "أفضل ما في الإنسانية".
وأشار إلى أن غرف الاستجابة للطوارئ التي تجاوز عددها 700 في مختلف أنحاء السودان تشكل مثالًا ملهمًا على العمل الإنساني الشعبي في بلد عانى ويلات الحرب.
غرفة طوارئ.. نموذج للأمل
في منطقة طويلة بولاية شمال دارفور، التي تستقبل آلاف الفارين من النزاع، برزت "غرفة طوارئ طويلة" بوصفها شريان حياة للنازحين، وتقوم الغرفة بإجلاء الجرحى، وتوفير الغذاء والماء عبر 65 مطبخًا مجتمعيًا، وتنظيم السكن للنازحين، كما تتصدى لتفشي الكوليرا بحملات توعية ورش مبيدات وإقامة مراكز عزل للمرضى بالتعاون مع منظمات مثل أطباء بلا حدود ومنظمة الطفولة العالمية.
يقول حمزة حسن، مسؤول الإعلام في غرفة طوارئ طويلة، إن الوضع في المعسكر "مأساوي"، مشيرًا إلى أن المساعدات التي تصل "شهرًا بعد شهر لا تكفي لتغطية احتياجات النازحين"، وأضاف أن الغرفة اضطرت أيضًا إلى تخصيص مركز للمفقودين من أجل لم شمل الأطفال وأسرهم، وتوفير الغذاء والبطاطين والمياه لهم.

نداء عاجل للمنظمات
رغم الجهود الكبيرة، تعاني غرفة طوارئ طويلة من نقص حاد في الدعم، خاصة مع اقتراب فصل الخريف وما يحمله من مخاطر الأمراض، ووجّه حسن نداءً عاجلًا إلى المنظمات الدولية والجهات المانحة للتدخل الفوري، مطالبًا بأبسط الاحتياجات مثل الناموسيات ومواد الإيواء، مؤكدًا أن "العمل الإنساني في السودان اليوم ليس خيارًا، بل مسألة حياة أو موت".
منذ اندلاع النزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى نزوح ما يقرب من 9 ملايين شخص داخليًا، ما يجعل السودان أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، إضافة إلى لجوء أكثر من 3 ملايين شخص إلى دول الجوار، ويحتاج نحو ثلثي سكان البلاد إلى مساعدات عاجلة، بينهم 16 مليون طفل، وقد بلغ انعدام الأمن الغذائي مستويات غير مسبوقة، مع تأكيد وجود ظروف مجاعة في مناطق مختلفة.
هذه المعاناة تتفاقم بفعل تفشي الأمراض والأوبئة، إلى جانب آثار التغير المناخي، ما يجعل المبادرات المحلية بمنزلة طوق نجاة لملايين السودانيين.